مشوشات التعبير

الإثنين مارس 20, 2023 9:33 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . موضوع مهم في تعبير الرؤى يخص العابر والرآئي ، وهو أن التعبير ظني وقد يغم عن المعنى في الرؤيا والأمثلة كثيرة فمثلا رؤيا الخليل عليه السلام في سورة الصافات وكيف كانت إبتلاء . رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم في الفتح وكيف ظن الصحابة رضي الله عنهم بأنهم سيدخلون المسجد الحرام في عام صلح الحديبية ، رؤياه ايضا في هجرته إلى ارض ذات نخل وكيف ذهب وهله صلى الله عليه وسلم إلى اليمامة أو هجر وأيضا في بيعة أبي جهل له وكيف لم يعلم الصحابة عن تأويلها إلا بعدما بايع عكرمة وكيف ظنوها وقعت على خالد ابن الوليد رضي الله عنه لأنه قريب أبي جهل واظن ولم اراجع هاذه المعلومة ان موت أبي جهل على الشرك ولم يبياع فتح باب التاويل في هاذه الرؤيا اي أنه قد كان يظن بالرؤيا أنها على ظاهرها .

عبر الصديق رضي الله بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد اصاب بعضا واخطأ بعضا وهو خير هاذه الأمة ، أيضا بحثت ولم أجد وكأني قد سمعتها سابقا أن عائشة رضي الله عنها ظنت من رؤياها أن الأقمار الثلاثة اللتي سقطت في حجرتها هي أن تلد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قالت ذلك للصديق فأمسك عن الرؤيا حتى دفن في حجرتها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لها هاذا اول اقمارك . وعلى كل حال فنحن من باب أولى أن نخطئ ونصيب وبعض الرؤى تكون تلمح لشيء وتُجهل حقيقة الرؤيا كاملة .

كما أن هناك بعض المشوشات في التعبير على العابر . اضرب مثلا لشيخ كنت اقص عليه الرؤى وكان يعبرها بشكل جيد او مقبول ومرة كان قد إشترى زوج طيور للزينة وكانت تشغله فكريا لأنه لم يرحب بها لكن من أجل اطفاله والمهم رأيت رؤيا أظنها خاصة بي في زوج طيور فذهبت اقصها عليه فتشوش وعبرها على طيوره ، وكانت لدية جرتان من فخار محتارا بشانها فقصصت عليه رؤيا أخرى في جرتين فخار فتشوش كذلك واخبرني عن الجرتين اللتي لديه .

وما أكثر ما يشوش كذلك وخاصة عند الظن بأن الرؤى مترابطة فمثلا تأتي رؤيا صريحة في خروج رجل صالح من المشرق مثلا والرؤيا على ظاهرها ، فيأتي آخر فيقول أنه مثلا رأى أنه كان سيعدا مع شروق الشمس وكان جميلا فيتشوش المعبر ويعبر الشمس بالرجل الصالح ولا علاقة للرؤيتين ببعضهما .

والخلاصه أن التعبير ظني اولا ويستبشر به ، بل وجدت أن الرؤى غير المحببة غالبا لايعلم تأويلها إلا بعد أن تقع وهاذا من تجربة شخصية على خلاف الرؤى الحميدة والمليحة ، وذلك لأنه لو علمناها على وجهها الصحيح لتوقيناها ولم تقع ، كمثل لو رأيت مثلا أن كلبا عضك يدك وأنت تطعمه وتأويلها هو أن فلان من الناس ستحسن إليه ويسيء إليك . فلو علمت أن هاذا الكلب هو فلان بعينه من بين سائر الناس لما احسنت إليه ولما عضك ، ولكن كي تقع الرؤيا لابد أن تجهل جزء من تأويلها إلا اللتي لا سبيل لك في إتقائها كموت فلان ميته طبيعيه فقد تعلمها ولا يفيدك العلم في شيء من إتقائها .

أخيرا الفجوة بين الرآئي والمعبر وخاصه في عالم النت والإتصالات قد تحجب بعص التعبير لجهل العابر ببيئة الرآئي وبعض خصوصياته وقد يكون هناك إحراج في سؤال الرآئي بعض الأسئلة أو فتح جلسه تحقيق معه وإستجواب له عند تعبير رؤياه ولذا فقد يفتى له مباشرة على ما يبدوا من ظاهر الرؤيا ويفتح باب الإحتمالات لجعل الرآئي يتخير بينها ثم قد يهدى أو يرجح هو بنفسه المعنى الصحيح أو يتفطن لشيء ولو يسير من رؤياه .

وبقي نقطة اخيره وهي صدق الرؤى وتفاوتها بصدق الرآئي فكلما كان الرآئي اصدق كانت رؤياه أصدق وربما كانت اوضح واصفى ، ولذا رؤى الاطفال قد تكون من اصدق الرؤيا لأنهم لم يقترفوا المعاصي بعد .

ولذا بعض الرؤى تجد فيها حشو وتفاصيل واللذي يصدق منها أجزاء قليلة ، وهاذا فضلا على أن الرؤى قد يختلط بها شيء من احاديث النفس او تلاعب الشيطان وهاذا فضلا عن المنامات الشيطانيه الخالصة او احاديث النفس واللتي يصعب التفريق بينها وبين الرؤى في بعض الاحيان .

وإذا علمت ذلك كله بارك الله فيك تجد أن قص الرؤيا رخص به لدون العالم كالناصح والواد واللبيب وذو الرأى من أهلك ومعلوم أنهم سيتفاوتون في التعليق على الرؤيا بين مبشر وناصح ومعبر ومستبشر ولذا التعبير يؤخذ على سبيل الإستئناس والمنذر منها يؤخذ على سبيل الحذر من عواقب المعاصي وأتق الله في يقضتك ولا تضرك الرؤيا كما ان هناك احكاما شرعية سواء بحمد الله على الرؤيا وعلى من تقص او في دفعها والإستعاذه بالله منها وهاذا والله تعالى اعلم وصل اللهم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .